الهوية المهنية للمعلّمين: كيفية تطويرها ودعمها في أوقات التغيير
السياسات التعليمية بأمريكا اللاتينية في زمن الجائحة: الدروس المستفادة والتحديات المُقبلة
المدارس التي يصعب فيها توظيف المعلّمين ضمن حملة (#تحوُّل_المعلّمين TeachersTransform#): كيف ساعدت المعلّمة طلابها على الازدهار رغم كل العوائق
"الكثير من المعلّمين مُستعدّون لبذل جهدٍ إضافي، لكن يجب ألا يخاطروا بحياتهم. إذا توفرت الأنظمة والهياكل الداعمة، فمِن شأنها أن تمنحهم الأدوات التي يحتاجون إليها لمساعدة تلاميذهم."
كانت مدرسة «أوكي-أودو» (Oke-Odo) الثانوية في لاغوس، نيجيريا،قبل عشر سنواتٍ فقط، واحدة من أضعف المدارس من حيث الأداء وكان الأصعب تأمين عددٍ كافٍ من المعلمين لها. أما اليوم، أصبح طلابها من المتفوِّقين في المسابقات الدولية، والنتائج التي أحرزوها في الامتحانات حدَّدت المعايير الأخرى التي ينبغي للمدارس الأخرى اتباعها.
كيف حققوا هذا المستوى؟
تقع مدرسة «أوكي-أودو» في منطقة أليموشو؛ وهي واحدة من بين أربع مدارس ثانوية فقط مفتوحة لاستقبال مجتمعٍ فقير يضمُّ أكثر من 1.3 مليون نسمة. تقع المدرسة على بُعد أميالٍ قليلة من سوقَين اثنين من أكبر الأسواق في نيجيريا، ومن أحد مدافن النفايات الرئيسية في المنطقة. غالباً ما تكون الضوضاء والحشود ورائحة القمامة المتعفنة مزعجة لمَن يزور المدرسة لأوَّل مرة.
لكن عندما بدأت أديولا أديفيمي بالتدريس هناك في عام 2013، نظرت إلى ما وراء هذه البيئة وأدركت إمكانات الطلاب في المدرسة.
« نظرتُ في وجوههم، وفكرتُ، ’هذا ليس خطأهم‘. يجب ألا يتأثر مستقبلهم بمحل ولادتهم، وأدركتُ مدى قدرتهم على الصمود، وعرفتُ أنني هنا لإحداث تغيير في حياتهم كي يتمكنوا من تغيير مجتمعاتهم المحلية.»
لم تكُن «أوكي-أودو» إلا مدرسة من بين آلاف المدارس حول العالم التي تكافح لجذب المعلّمين المؤهلين. يصعب وفقاً لبحثٍ أجراه مركز التنمية العالمية، إيجاد العدد الكافي من المعلمين المؤهلين لتشغيل المدارس ذات أداء سيئ في المناطق الفقيرة. كما أنَّ المدارس التي تقع في المناطق الحضرية شديدة الفقر قد تعاني تمويلاً تقديرياً متدنياً أو تفتقر إلى تجهيزاتٍ الأخرى. يجعل هذا من توظيف المعلّمين والاحتفاظ بهم — خاصة المعلّمين ذوي المؤهلات العالية — تحدياً مستمراً.
خلق فرص التفوق لطلابها
لم تسمح أديولا أن يؤدي نقص الموارد في المدرسة إلى تأثيرٍ سلبي على مواصلة مهمتها في التدريس. أطلقت أديولا بدلاً من ذلك، الكثير من النوادي الخارجية للشعر والكتابة والخطابة والنقاش والدراما في المدرسة. ثم بدأت في تسجيل طلابها في مسابقات مدرسية رسمية ووطنية لبناء ثقتهم بأنفسهم.
فازت المدرسة بأكثر من 30 مسابقة محلية ودولية في غضون عامٍ واحد.
تذكر أديولا « أحد الأشياء الرئيسية التي حققتها بشكلٍ صحيح منذ البداية، كان إقامة علاقات مع طلابي. يأتي الكثير منهم من بيئاتٍ قاسية للغاية، وبعضهم هم المعيلون الرئيسيون لأُسَرهم، لذلك يأتون إلى المدرسة في النهار ويعملون في السوق ليلاً.
أردتُ أن أساعد طلابي على الإيمان بأنفسهم وأن يدركوا أنهم ليسوا سجناء في بيئتهم. لذلك بدأتُ برنامج إرشادي بعنوان «كل طفل مهم» وحملة «طفلة وليست عروساً» التي تستخدم الشعر والمسرحيات لإذكاء الوعي بشأن مخاطر تشويه الأعضاء التناسلية الأنثوية وزواج الأطفال.
لقد تأثرتُ بشدّة بل وتشجَّعتُ عندما رأيتُ أحد طلابي يتغلَّب على التلعثم وصعوبات التعلم لتمثيل نيجيريا في مسابقة أُجريَت في المملكة المتحدة. لقد فاز في مسابقة المقال! وهو الآن يدرس هندسة التعدين.
لذلك قصته محفزة لي ولجميع الطلاب الآخرين أيضاً. لكن تخيَّل ما بمقدورنا فعله بعد إذا تم الوصول إلى مزيدٍ من الموارد والدعم؟»
العقبات التي تحول دون جذب المعلّمين إلى المدارس التي يصعب فيها التوظيف
تعتقد أديولا إلى جانب رواتب المعلّمين المنخفضة، أنَّ هناك ثلاث عقبات رئيسية تمنع المعلّمين المؤهَّلين والشغوفين للمهنة من تولي مناصب في المدارس التي يصعب فيها التوظيف مثل «أوكي-أودو».
«تتمثل إحدى المشكلات الرئيسية في اكتظاظ الفصول الدراسية، ولا يقتصر الأمر على صعوبة التدريس بهذه النسبة العالية من المعلّمين إلى الطلاب، بل على العمل الإضافي الذي يتعيَّن القيام به، حيث يُجبر المعلّمون في نهاية المطاف إلى تصحيح 1000 ورقة أو أكثر في الأسبوع. هذه المهمة مستحيلة بكل بساطة.»
ترى أديولا كذلك أنَّ السلامة تشكّل قضيةً رئيسية بالنسبة للمدارس التي يبدو فيها توظيف المعلمين أمراً صعباً.
«عندما تُدرِس في مدرسة كهذه، ستواجه عدداً كبيراً من المشكلات الاجتماعية والمشكلات المتعلقة بالسلامة كل يوم. في مثل هذا المجتمع السكاني المكتظ والشديد الفقر، يكثر العنف في المنازل، وينتقل كذلك إلى الفصل الدراسي. كان لزاماً عليّ مساعدة عدد من طلابي في الإبلاغ عن الاعتداء الجنسي، وتحديد الدعم المناسب لهم للتعامل مع الصدمات. كان عليّ أيضا أن أزور والدَي إحدى الفتيات لكي أقنعهما بضرورة السماح لها بمواصلة تعليمها بدلاً من الزواج. لقد واجهتُ الخطر عدة مرات، داخل المدرسة وخارجها.»
ترى أديولا أنَّ تقديم الدعم للمعلّمين هو أمر بالغ الأهمية. «نحن بحاجة إلى الدعم للقيام بمهامنا؛ من الوصول إلى الأشياء البسيطة مثل الكتب و الأدوات المكتبية إلى الأدوات الرقمية وهياكل الدعم الاجتماعي والحكومي.
«نحن نتحمل عبئاً كبيراً من المسؤولية تجاه من نعلمهم. فعملنا لا يقتصر على شرح الدروس فحسب، بل نحن ندافع عن طلابنا ونساعدهم في بناء حياةٍ أفضل لأنفسهم. يجب أن نضمن أنَّنا عندما نثير قضيةً ما - مثل اغتصاب أحد تلاميذتنا أو إجبارها على الزواج - سوف تعمد السلطات المعنيَّة إلى معالجة القضية بسرعة.
الكثير من المعلّمين مُستعدّون لبذل جهدٍ إضافي، لكن يجب ألا يخاطروا بحياتهم. إذا توفرت الأنظمة والهياكل الداعمة، فمِن شأنها أن تمنحهم الأدوات التي يحتاجون إليها لمساعدة تلاميذهم.»
كيف يمكن جذب المزيد من المعلّمين إلى المدارس التي يصعب فيها التوظيف؟
للمساعدة في معالجة قضية الاكتظاظ ونقص الدعم، يمكن تخصيص المزيد من التمويل الحكومي للمدارس في المناطق الفقيرة من أجل المساعدة في توظيف المزيد من المعلّمين، وبناء المزيد من الفصول الدراسية، وتطوير هياكل أكثر دعماً.
تشير الأبحاث إلى أنَّ نسبة 10 في المائة من موارد التعليم العام تذهب إلى الأطفال الأشد فقراً، بينما تذهب نسبة 38 في المائة إلى الأطفال الأكثر ثراءً. يتعيَّن على الحكومات أن تعتمد سياسات لتخصيص الموارد تُركِّز صراحةً على أشدّ الأطفال ضعفاً.
إنَّ مجموعة أدوات المعلّم التابعة لليونيسكو - المعهد الدولي لتخطيط التعليم (UNESCO-IIEP) تسلّط الضوء على صعوبات اجتذاب المعلّمات وضمان سلامتهن. كذلك للمساعدة في جعل المدارس مكاناً آمناً للتدريس والتعلُّم، يجب أن تتصدى السياسات المدرسية للعنف القائم على النوع الاجتماعي، وتعزز إنشاء شبكة دعم النظراء الخاصة بالمعلّمين، وتعمل على إدخال برامج إرشادية.
يثبت نجاح الطلاب الذين نشأوا على يد أديولا أنَّ المعلّمين الذين يعملون بشغفٍ للمهنة قادرين على المساعدة في تغيير حياة الطلاب ومجتمعاتهم المحلية. لكن تخيَّلوا كم عدد الأطفال الذين يمكن الوصول إليهم إذا بُذلَت جهودٌ إضافية من أجل المساعدة في تلبية احتياجات المعلّمين في المدارس التي يصعب فيها التوظيف؟
«أعتقد أنَّ ما يحتاج إليه كل معلّم بشكلٍ أساسي هو الدعم من المعلّمين الآخرين، ومن المدير، وأولياء الأمور، والمجتمع المحلي، والحكومة. يجب أن نعرف أنَّنا لسنا وحدنا.»
يُرجى قراءة المزيد عبر:
نقص المعلّمين يُشكّل أزمة عالمية: كيف يمكننا احتوائها؟
هذه المدوَّنة نُشرت في الأصل في 17 تشرين الأول/أكتوبر 2022، على الموقع الالكتروني للشراكة العالمية للتعليم.
أصبحت وسائل الإعلام -مع بداية العام الدراسي الجديد في الكثير من البلدان- تضجّ بأخبار أزمةٍ متنامية تتمثل في نقص المعلّمين، حتى أنَّ أكثر المعلّمين تفانياً وحماسةً قد سئموا من نقص الدعم والموارد والتقدير. لذلك يبحث تقريرٌ جديد عن الاتجاهات السائدة في مهنة التدريس في جميع أنحاء العالم ويقدّم توصيات من أجل تحسينها.
تُظهر البيانات الحديثة أنَّ أفريقيا جنوب الصحراء وحدها تحتاج إلى توظيف 16.5 مليون معلّم إضافي من أجل تحقيق أهداف التعليم بحلول عام 2030 بحسب آخر الاحصائيات التي أجراها فريق العمل الخاص المعني بالمعلمين واليونسكو، والتي صدرت بالتزامن مع اليوم العالمي للمعلّمين،.
هذا يعني أنَّ هناك حاجة إلى 5.4 مليون معلّم جديد في التعليم الابتدائي و11.1 مليون في التعليم الثانوي، من أجل تلبية الاحتياجات المتزايدة للسكان في سن الدراسة في المنطقة، والتخفيف من الأعداد المتزايدة للأطفال غير الملتحقين بالمدارس.
تشهد منطقة الساحل بعض التحديات الكُبرى، بما في ذلك النيجر وتشاد، إذ تحتاج إلى مضاعفة عدد المعلّمين العاملين في المرحلة الابتدائية من أجل تحقيق الأهداف.
أمّا في جنوب آسيا، فعلى الرغم من التقدُّم المُحرَز في بعض بلدان المنطقة إلا أنَّ النقص لا يزال كبيراً، إذ تحتاج المنطقة إلى سبعة ملايين معلّم: سوف تحتاج المنطقة إلى 1.7 مليون معلّم لمرحلة التعليم الابتدائي، و5.3 مليون معلم لمرحلة التعليم الثانوي لكن مع ذلك، تُعدُّ هذه الأعداد أقل بكثير من التوقعات السابقة.
قد يُعزى التراجع في نقص المعلّمين اللازمين للمرحلة الابتدائية إلى التَقدُّم المُحرَز نحو تعميم التعليم الابتدائي في بنغلاديش والهند، فضلاً عن انخفاض معدلات المواليد.
لكن في أماكن أخرى من المنطقة نفسها، مثل: أفغانستان وباكستان، ينبغي زيادة معدل النمو السنوي لمعلّمي المرحلة الابتدائية بنحو 50٪ أو بأكثر من 10٪ سنوياً من أجل تعميم التعليم الابتدائي بحلول عام 2030.
إنَّ نقص المعلّمين ليس مجرد أزمة عالمية نامية بل إنَّها أزمة نعاني منها في جميع أنحاء العالم، بما في ذلك البلدان مثل: أستراليا، والصين، وإستونيا، وفرنسا، وبريطانيا العظمى، واليابان، وماليزيا، وهولندا، والولايات المتحدة، وغيرها.
أزمة المعلّمين الحالية تفاقمت خاصة بسبب جائحة كوفيد-19
تُتَّهم جائحة كوفيد-19 بأنَّها تسبَّبت ببعض أوجه القصور – إلى جانب التدهور الصحي والضغط المرتبط بالجائحة الذي أجبر المعلّمين إلى العمل خارج الفصول الدراسية. لكننا ندرك جيداً أنَّ الجائحة لم تكُن سوى مجرَّد نقطة تحوُّل – بل ساعدت في تفاقم هذا النقص الذي كان قد بدأ بالفعل في التحول إلى مشكلة حتى قبل تفشي الجائحة.
إنَّ ترك المعلّمين لمهنتهم وتناقص أعدادهم يشكّل مصدراً كبيراً للقلق المرتبط بمهنة التدريس، ويترافق مع آثارٍ خطيرة على التعلُّم. قد ذكرت مقالة نشرتها صحيفة الغارديان البريطانية (The Guardian) أنَّ 44٪ من المعلّمين في إنجلترا يخطّطون للاستقالة في السنوات الخمسة المقبلة، حيث يُلقي معظمهم اللَّوم على عبء العمل الثقيل، بينما في ولاية نيو ساوث ويلز الأسترالية، كشف استطلاع رأي شمل 8,600 معلّم أنَّ أكثر من نصفهم يخطّطون لمغادرة المهنة في السنوات الخمسة المقبلة.
يُعزى تناقص أعداد المعلّمين إلى أسبابٍ كثيرة، بما فيها نقص الحوافز المالية، وظروف العمل السيئة، وأعباء العمل الثقيلة، والنقص في الإعداد، والاستقلال الذاتي المحدود، والدعم الإداري الضعيف، والتصميم الرديء للفصول الدراسية، ونقص الموارد التعليمية.
كما أنَّ اللجوء إلى الهجرة بحثاً عن فرصٍ أفضل للعمل تشكّل مصدراً آخر أيضاً لتناقص أعداد المعلمين. فقد كشفت دراسة حديثة اُجرِيَت في فرنسا أنَّ المعلّم المبتدئ كان يتقاضى 2.3 أضعاف الحد الأدنى للأجور في ثمانينيات القرن العشرين. أمّا راتب المعلمين اليوم فلا يعادل إلا 1.2 أضعاف فقط.
تزداد ظروف التدريس سوءًا في المناطق المحرومة من الخدمات وفي سياق الأزمات بسبب الافتقار إلى المؤهّلات وفرص التطوير المهني للمعلّمين، فضلاً عن أنماط التوظيف غير المنصفة التي تُعيِّن المعلّمين الأقل تأهيلاً وخبرةً في المناطق التي تحتاج إلى أفضل المعلمين.
يجب اتخاذ إجراءاتٍ عاجلة لمعالجة النقص في أعداد المعلّمين
شرعت بعض البلدان في تنفيذ حلولٍ قصيرة الأجل عبرالتصدّي لأعراض المشكلة، أي استقالة المعلّمين، بدلاً من معالجة أسبابها. عمدت بعض المدارس في الولايات المتحدة الأمريكية إلى مضاعفة عدد الفصول الدراسية وزيادة عبء العمل المُلقى على عاتق المعلّمين الذين لم يتركوا وظائفهم، بينما تعمل مدارس أخرى على خفض متطلّبات التوظيف وتعمد إلى توظيف معلّمين أقل كفاءة.
تتبنى بعض البلدان في الوقت نفسه استراتيجيات توظيف مثيرة للجدل، بما في ذلك اللجوء إلى المعلّمين المتعاقدين بشكلٍ متزايد؛ ففي إيطاليا التي تضمُّ معلّمين يُعتبرون في المتوسط من بين الأقدم في المنطقة، تمَّ تعيين معلّمين بالتعاقد لشغل 150,000 وظيفة بالفعل.
سعياً إلى المساعدة في الحد من النقص العالمي في عدد المعلّمين بما يتماشى مع المشاورات العالمية الأخيرة في إطار قمة تحويل التعليم، يوصي المؤلفون بأن تضطّلع الحكومات على وجه السرعة بما يلي:
- تحسين الوضع والمكانة الاجتماعية لمهنة التدريس من أجل جذب المزيد من المرشحين، عن طريق تعزيز الحوار الاجتماعي ومشاركة المعلّمين في صُنع القرارات التربوية.
- صياغة وتنفيذ السياسات التي تُعنى بشؤون المعلمين والتي تقوم على احتساب وتقدير التكاليف المرتبطة بالحاجة إلى توظيف المزيد من القوى العاملة في مجال التدريس وإدماج المعلّمين المتعاقدين تدريجياً في الخدمة المدنية العامة، إلى جانب تحسين الشروط التعاقدية.
- تحسين التمويل الخاص بالمعلّمين عبر وضع استراتيجيات وطنية متكاملة للإصلاح والحوكمة الفعّالة، كذلك من خلال تخصيص نسبة تتراوح بين 4 إلى 6٪ من الناتج المحلي الإجمالي أو نسبة تتراوح بين 15 إلى 20٪ من الإنفاق العام على التعليم.
- ضمان تحديد رواتب تنافسية للمعلّمين مقارنةً برواتب المهن الأخرى التي تتطلّب مستويات مماثلة من المؤهلات، وضمان أن تشمل مهنة التعليم حوافز تشجّع المعلمين على الاستمرار بمزاولتها بناءً على الخبرات والمؤهلات، مع إتاحة التنقل الرأسي والأفقي طوال فترة عمل المعلّمين.
- تعزيز المساواة بين الجنسَين في مهنة التدريس ومعالجة أوجه التحيُّز بين الجنسَين في مختلف مستويات التعليم والتخصُّصات، ودعم المرأة لتولّي أدوار قيادية في المهنة.
- تطوير عمليات تأهيل واعتماد أكثر مرونة تتيح إنشاء مداخل متعددة لجذب المزيد من الأشخاص المؤهَّلين إلى الانضمام للمهنة، مع الحفاظ على معايير الجودة.
مصدر الصورة: GPE/Kelley Lynch. السيد إبراهيم، مشرف علم النفس في كلية سادو غالاديما لتدريب المعلمين في نيامي، النيجر، مع طلاب مدرسين.
دعم الحياة المهنية للمعلّمين وقادة المدارس. دليل سياساتي
لماذا تبدو نسب الجنسَيْن غير متوازنة بين المعلّمين؟
ضمان الإدماج والإنصاف في سياسات المعلّمين وممارساتهم: استراتيجية مستدامة للتعافي بعد الجائحة
المؤلفون: جيمس أوميرا من المجلس الدولي لإعداد المعلمين وبورنا شريستا من منظمة الخدمات التطوعية في الخارج.
نجحت القمة العالمية للتعليم التي عُقِدَت في تموز/يوليو في جمع رقم قياسي بلغ 4 مليارات دولار أمريكي، وسيساعد هذا المبلغ نحو 175 مليون طفل على التعلم. ويوضح هذا الجهد المُذهل ما يمكن تحقيقه عندما تتعاون الحكومات مع الأمم المتحدة والمنظمات الحكومية الدولية الأخرى، إلى جانب الوكالات الإنمائية ومنظمات المجتمع المدني والقطاع الخاص. فهذا التعاون سيساعدنا في تحقيق الهدف المشترك المذكور ضمن الهدف الرابع من أهداف التنمية المستدامة: ضمان التعليم الجيد المنصف والشامل للجميع وتعزيز فرص التعلّم مدى الحياة للجميع.
إنّ التعليم الذي يشمل الجميع ويمنحهم فرصةً منصفةً للتعلم لا يمكن تحقيقه من دون ضمان وصول الجميع إلى معلمين أكْفاء. ومن الأهمية بمكان تنفيذ السياسات والممارسات التي تعزز الإدماج والإنصاف للمعلمين في كل سياق تعليمي، مع مراعاة النوع الاجتماعي والوضع الاجتماعي والاقتصادي والموقع والقدرة وغير ذلك من العوامل التي يمكن أن تؤدي إلى الاستبعاد.
يتطلب ضمان وصول الجميع إلى معلمين أكْفاء وجودَ مستويات كبيرة من الاستثمار، خاصة في أقل البلدان نمواً والدول الجزرية الصغيرة النامية. ولضمان جودة التعليم للجميع بحلول عام 2030، ستحتاج أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى - المنطقة التي تضم أعلى تركيز لأقل البلدان نمواً - إلى توظيف وإعداد 15 مليون معلم.
يتطلب توفير الوصول إلى معلمين أكْفاء للجميع ما يلي:
- سدّ الفجوات في أعداد المعلمين والمؤهلات والنوع الاجتماعي والقدرة على الاتصال الإلكتروني في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى. انخفضت نسبة المعلمين المؤهلين في المنطقة على نحو مطرد منذ عام 2000 في كل من مرحلتَي التعليم الأساسي والثانوي. وتنهض المعلمات بدورٍ محوريٍ في تشجيع الفتيات على الالتحاق بالمدارس، بيد أنهن يشكلن أقل من 50% من معلمي المرحلة الأساسية و30% من معلمي المرحلة الثانوية. كذلك، ظهر الافتقار إلى البنية التحتية والاتصال بشبكة الإنترنت في أثناء إغلاق المدارس بسبب جائحة «كوفيد-19» عندما شكَّل ذلك حاجزاً هائلاً أمام طريقتَي التدريس عن بُعد والهجين.
- حوار عام وشامل بشأن السياسات يشمل المعلمين بحقٍ، في أثناء وضع سياسات وممارسات التدريس وتنفيذها وتقييمها التي تعزز الفرص المنصفة لجميع المعلمين.
- الابتكار في التوظيف، حيث تفشل الأساليب الحالية في سدّ الفجوات المتعلقة بالمعلمين. وينبغي للنُهج الجديدة أن تركّز على إنشاء مسارات تدريسية جديدة للأشخاص المنتمين إلى فئات تعاني نقصاً في الخدمات وضعيفة التمثيل في القوى العاملة من المعلمين. كما أنّ إنشاء تلك المسارات لن يساعد في سدّ الفجوة في الأعداد وحسب، بل في سدّ الفجوات الديمغرافية أيضاً، وعلى سبيل المثال من خلال وضع قُدوةٍ محلية، من داخل المجتمعات المحلية التي تتحدث لهجات محلية، في فصول دراسية يصعب توفير المعلمين لها ليُحذى حذوها حول أنحاء العالم.
- التطوير المهني الجيد للجميع لزيادة مستويات الاحتفاظ بالمعلمين. إذا أردنا "الاحتفاظ بالأشخاص المدرَّبين" علينا أن ندعم البلدان في كل مرحلة من مراحل رحلتهم في تصميم برامج ونُظم عالية الجودة وفعالة للتطوير المهني للمعلمين وتنفيذها وتقييمها. وإذا أخفقنا في "الاحتفاظ بالأشخاص المدرَّبين" بحلول عام 2030، فسنكون قد أخفقنا في الانتباه إلى تحذيرات معهد اليونسكو للإحصاء في عام 2014 بأنه بحلول عام 2030، فإنّ 89%(24 مليون معلم) من الفجوة في أعداد المعلمين ستكون ناجمة عن التسرّب من المهنة.
إن مساعدة 175 مليون طفل على التعلم تقرّبنا من الرؤية المشتركة المعبَّر عنها في الهدف 4 من أهداف التنمية المستدامة. إذ سيتمكن مجتمع التعليم الدولي من الحفاظ على الزخم الذي خلقته القمة العالمية للتعليم - والمساعدة في ضمان المعلمين الأكْفاء للجميع - في منتدى حوار السياسات الثالث عشر واجتماعات الحوكمة لفريق العمل الدولي المعني بالمعلمين من أجل التعليم 2030، والذي سيعقد في كيغالي، رواندا، وافتراضياً على شبكة الإنترنت من 1 كانون الأول/ديسمبر إلى 3 كانون الأول/ديسمبر 2021. وتوفر الاجتماعات بيئة مثالية للالتقاء مرة أخرى والاستثمار في المعلمين الآن لضمان التعافي المستدام من أزمة جائحة «كوفيد-19» وإعداد متعلمي اليوم من أجل الغد.
شاركوا برأيكم في وضع سياسات التدريس وتنفيذها وتقييمها
تُطلق المجموعة المواضيعية المَعنيّة بالإدماج والإنصاف في سياسات وممارسات المعلمين سلسلة من المناقشات عبر شبكة الإنترنت - على نحوٍ متزامن (أيلول/سبتمبر 2021) وغير متزامن (تشرين الأول/أكتوبر وتشرين الثاني/نوفمبر). وقد صُمِّمت المناقشات بصورة تسمح لكم بالمشاركة في صياغة السياسات والممارسات التي تعزز الفرص المنصفة لجميع المعلمين. ومن خلال مشاركة معرفتكم، يمكنكم المساعدة في سدّ الفجوات المتزايدة في استقطاب المعلمين وإعدادهم ونشرهم، والتي تفاقمت بسبب جائحة «كوفيد-19».
إنّ مشاركتكم في هذا الحوار الشامل بشأن السياسات ستضمن تمتع المعلمين والمنظمات الممثلة لهم بصوت أكبر في عمليات صنع السياسات. ويمكنكم المشاركة في هذه المناقشات في وقت ومكان مناسبين لكم، بما يزيد من تنوع وجهات النظر حول كيفية توفير مسارات من أجل التدريس لصالح مَن يعانون نقصاً في الخدمات والضعفاء والممثلين تمثيلاً ضعيفاً (بمَن فيهم المهاجرين، والأشخاص ذوي الإعاقة، والسكان الأصليين، والأقليات العرقية، والفقراء)، ولسدّ الفجوة في أعداد المعلمين في جميع أنحاء العالم.
ستُنشر تفاصيل الجلسة المتزامنة الأولى في 24 أيلول/سبتمبر على موقع فريق العمل الدولي الخاص المعني بالمعلمين. إذا كنتم أعضاء في فريق العمل الدولي الخاص المعني بالمعلمين، فيُرجى زيارة الموقع الشبكي لفريق العمل الدولي الخاص المعني بالمعلمين على شبكة الإنترنت والانضمام إلى المجموعة المواضيعية المَعنيّة بالإدماج والإنصاف في سياسات وممارسات المعلمين ضمن زاوية الأعضاء قبل الفعاليّة لتتمكنوا من تلقّي معلومات بشأن الفعاليّات الخاصة بفريق العمل الدولي الخاص المعني بالمعلمين. إذا كنتم غير أعضاء في فريق العمل الدولي الخاص المعني بالمعلمين، فيُرجى الاتصال بمنسقي المجموعة المواضيعية: "بورنا شريستا" عبر البريد الإلكتروني purna.shrestha@vsoint.org، أو "جيمس أوميرا" عبر البريد الإلكتروني president@icet4u.org
الصورة: معلمة وطلابها في مدرسة للتعليم الأساسي في رواندا. مصدر الصورة: الشراكة العالمية من أجل التعليم
دليل إعداد السياسات الخاصة بالمعلمين - ملخص
المعلّمون والمعلّمات الشباب هم مستقبل المهنة
طبقاً لمعهد اليونسكو للإحصاء، هناك 258 مليون طفل وشاب خارج مقاعد الدراسة. وما يثير قلقاً أكبر هو أن أكثر من 600 مليون طفل ومراهق من الملتحقين بالمدارس لا يتعلّمون الأساسيات. في الحالتين، يُحرم الأطفال من حقهم في تعليمٍ ذي جودة.
وللتعويض عن هذه الأزمة التعلّمية، سيكون العالم في حاجة إلى معلّمين ومعلّمات جُدد - بزيادةٍ قدرُها 69 مليون معلّم ومعلّمة إذا ما أردنا الوفاء بالتزاماتنا قبل عام 2030.
ولهذا السبب كان الموضوع المحوري لليوم العالمي للمعلّمين والمعلّمات لعام 2019 هو "المعلّمون والمعلّمات الشباب: مستقبل المهنة". وإلى جانب كونه احتفاءً بمن كرّسوا حياتهم لنقل المعرفة وتشكيل العقول، يُعد اليوم العالمي للمعلّمين والمعلّمات مناسبةً أيضاً لتسليط الضوء على مسائل هامّة تؤثّر على المهنة وتُبقي المعلّمين والمعلّمات في صدارة خطط التعليم العالمية.
مطلوب: معلّمون ومعلّمات من الشباب
لقد انخفض عدد المعلّمين والمعلّمات المتدربين منذ عام 2013. وباستخدام التعريفات الوطنية، قدّر تقرير رصد التعليم العالمي لعام 2019 أنّ 85% فقط من المعلّمين والمعلّمات كانوا مدرَّبين في عام 2017. ويمثل ذلك انخفاضاً بمعدل 1.5 نقطة مئوية.
يقدّم لنا تقرير منظمة التعاون والتنمية في الميدان الاقتصادي لعام 2019، المعنوَن التعليم في لمحة، لقطةً سريعة للوضع. يشكّل المعلّمون والمعلّمات الشباب، وهُم دون سن 30 حسب التعريف، 25% فقط من القوى العاملة في مجال التدريس في عموم مستويات التعليم في البلدان التي شملها مسح منظمة التعاون والتنمية في الميدان الاقتصادي.
في فرنسا، بلغت نسبة المعلّمين والمعلّمات الشباب من المرحلة الإعدادية إلى الثانوية 11% في عام 2017. في جمهورية كوريا، مثّلت هذه الفئة 14% من القوى العاملة في التدريس. وشيلي هي أحد البُلدان ذات المعدلات الأعلى من المعلّمين والمعلّمات الشباب، ويمثلون 21% من القوى العاملة.
ويبدو المشهد أكثر قتامة حين ننظر إلى النسبة تبعاً لمستويات التعليم. ففي عام 2017، كان هناك 13% فقط من المعلّمين والمعلّمات في سن 30 وما دون في التعليم الإعدادي و11% فقط في التعليم المتوسط. وتنخفض هذه النسبة أكثر حتى في التعليم الثانوي بوجود 8% من المعلّمين والمعلّمات في هذه الفئة العُمرية.
في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، لا تزال النسبة المئوية للمعلّمين والمعلّمات المعيّنين حديثاً منخفضة في معظم البلدان، ولاسيما بالنسبة إلى التعليم الإعدادي، طبقاً لأحدث بيانات متوفرة. في جمهورية بِنين، بلغت النسبة المئوية للمعلّمين والمعلّمات المعيّنين حديثاً 12% في مستوى التعليم الإعدادي. ومن بين هؤلاء المعلّمين والمعلّمات المعيّنين حديثاً تلقّى نصفهم فقط تدريباً طبقاً للمعايير المحددة وطنياً.
في جنوب أفريقيا، بلغت النسبة المئوية للمعلّمين والمعلّمات المعيّنين حديثاً 8% في مستوى التعليم الإعدادي، وكان 91% منهم قد تلقّوا تدريبهم طبقاً للمعايير الوطنية. في كوت ديفوار، بلغت النسبة المئوية للمعلّمين والمعلّمات المعيّنين حديثاً 13% في مستوى التعليم الإعدادي، وكان 99% قد تلقّوا تدريبهم طبقاً للمعايير الوطنية.
أما ما يثير القلق بصورةٍ أكبر فهو المعدل المنخفض لخرّيجي تدريب المعلّمين والمعلّمات في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى. ففي كينيا، بلغت النسبة 4.0، وفي السنغال كانت 3.7، بينما بلغت النسبة في تنزانيا 12.2.
وما يمكننا استنباطه من هذه الأرقام هو أن الشباب في جميع أنحاء العالم لا يلتحقون بالمهنة بمعدلات مرتفعة بما يكفي.
جاذبية مهنة التدريس للشباب - الشكل 1، المصدر: الاتحاد الدولي لنقابات المعلّمين، الحالة العالمية للمعلّمين والمعلّمات ومهنة التدريس، 2018 الصفحة 27
لماذا تُعد المهنة غير جذابة إلى هذا الحد؟
لقد كان المعلّمون والمعلّمات ذات مرّة أصحاب مهنة يحظون باحترام رفيع وكثيراً ما شكّلت خدماتهم قدوةً تُحتذى في أوساط الشباب. ولنأخذ على سبيل المثال الآنسة هوني، معلّمة ماتيلدا من الكتاب المسمّى على اسمها لرولد دال، أو جون كيتنغ، مدرّس الإنجليزية الخيالي من جمعية الشعراء الموتى، أو حتى البروفيسور دمبلدور من سلسلة هاري بوتر. أشاع كل هؤلاء المعلّمون والمعلّمات مشاعر الاحترام والعرفان وحتى المحبة بين القرّاء والمشاهدين.
ومع ذلك، بات الوضع شديد الاختلاف بالنسبة إلى المعلّمين والمعلّمات في أيامنا هذه. فالتدريس بات يوصف أكثر بأنه مهنة شاقّة تُقابل بالجحود، وتُمارس في ظل ظروف عمل صعبة. ولم يعُد يُنظر إليها بوصفها من المهن التي تحظى بالاختيار. في تنزانيا، على سبيل المثال، لم تعُد مهنة التدريس تحمل صورة المهنة المحترمة بين الشباب بل يُنظر إليها كملاذ أخير لمَن لم تكن نتائج امتحاناتهم النهائية جيّدة.
وفي تقريره المحدّث، مستقبل مهنة التدريس ، يسلّط الاتحاد الدولي لنقابات المعلّمين الضوء على حقيقة أنّ المعلّمين والمعلّمات في بداية عملهم يجدون لقاءاتهم الأولى مع طلاب الصف تجربةً مهيبة.
ويُدرج التقرير كذلك أشدّ الجوانب التي تثير قلق المعلّمين والمعلّمات الطلاب:
- الانضباط وإدارة الصف؛
- التكيفات الشخصية والتعديلات المؤسسية؛
- طُرق التدريس واستراتيجياته؛
- العمل مع الطلاب من ذوي الاحتياجات الخاصة.
وجد مسحٌ أُجرته النقابة الوطنية للمعلمين والمعلمات في المملكة المتحدة عام 2017 أن نصف المجيبين من المعلّمين والمعلّمات دون سن 35 توقعوا أن يتركوا المهنة في غضون السنوات الخمس المقبلة بسبب عبء العمل المتطلّب.
فما الذي قد يدفع بشاب أو شابة للعمل في هذه المهنة في الوقت الذي تتوفر فيه خيارات كثيرة أخرى لهم اليوم؟
ما الذي يمكننا عمله؟
إنّ الخطوة الأولى السهلة لتحسين جاذبية مهنة التدريس تتمثل في تطوير سياسات وطنية كلية معنيّة بالمعلّمين والمعلّمات وتنفيذها.
يوصي فريق العمل الخاص المعني بالمعلّمين في دليل تطوير سياسة المعلّمين والمعلّمات بوضع المسارات المهنية السليمة الإعداد وشروط العمل المناسبة والمكافآت والتعويضات الملائمة في الاعتبار بوصفها تدابير لتحفيز المعلّمين والمعلّمات واستبقائهم في المهنة وإدراجهم في جميع سياسات المعلّمين والمعلّمات. وقد بدأت المملكة المتحدة فعلاً في النظر إلى رفع الراتب الأساسي للمعلّمين والمعلّمات الشباب كوسيلة لزيادة معدلات الاستقطاب.
وقد أطلقت دولة بِنين للتوّ أيضاً عقد تعيين لمدة 9 أشهر للمتدربين من المعلّمين والمعلّمات الشباب، وينطوي على راتب ثابت ومخصصات للسكن تُحوَّل مباشرةً إلى حسابهم المصرفي بالإضافة إلى الرعاية الصحية.
كما قد أُقرّ عن طريق البحث أنّ تخفيف عبء العمل عن كاهل المعلّمين والمعلّمات الشباب قد يُعينهم على التأقلم مع متطلبات المهنة. في كازاخستان، يعمل المعلّمون والمعلّمات الجُدد لمدة أربع ساعات أقل في الأسبوع مقارنةً بالمعلّمين والمعلّمات ذوي الخبرة.
بما أن المعلّمين والمعلّمات الشباب كثيراً ما يذكرون عدم جاهزيتهم عند وصولهم ليقفوا أمام الصف، نوصي بأن تُدرِج سياسات المعلّمين والمعلّمات، إلى جانب تدريب المعلّمين المبدئي، شرطاً بفترة تأهيل، لتقدّم للمعلّمين والمعلمات الشباب دعماً داخل المدرسة على هيئة شبكات من المُرشدين والأقران.
وفقاً لنتائج الدراسة الاستقصائية الدولية بشأن التدريس والتعلم، وافق 77% من قادة المدارس الذين أجابوا عن أسئلة المسح على أن الإرشاد له أهمية كبيرة حين يتعلق الأمر بدعم المعلّمين والمعلّمات الجُدد. وفي سنغافورة، يحظى أكثر من 50% من المعلّمين والمعلّمات الجُدد بمُرشد معيّن لهم.
وهكذا، ففي اليوم العالمي للمعلّمين والمعلّمات 2019، نرغب في تذكير المجتمع الدولي بأننا إذا لم نجد حلولاً لجذب العقول النيّرة الشابة إلى المهنة، فسوف نخفق في جَسر "هوّة المعلّمين" ونقصّر في تحقيق التزامنا بجودة التعليم المنصوص عليها في أهداف التنمية المُستدامة.
انضموا إلى حلقتنا النقاشية
تحتفل منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) باليوم العالمي للمعلمين في الخامس من تشرين الأول/أكتوبر سنوياً منذ عام 1994 إحياءً للذكرى السنوية لاعتماد التوصية المشتركة بين منظمة العمل الدولية واليونسكو في عام 1966 بشأن أوضاع المدرسين. وتضع هذه التوصية معايير تتعلق بحقوق ومسؤوليات المعلّمين والمعلّمات ومقاييس لإعدادهم المبدئي وتعليمهم الإضافي واستقطابهم وتوظيفهم وشروط التعليم والتعلّم.
في هذا العام، تعقد اليونسكو حلقات نقاش يوم الاثنين الموافق 7 تشرين الأول/أكتوبر في مقرها الرئيسي في العاصمة الفرنسية، باريس. وسوف تضم المناقشات معلّمين طلاّب، ومعلّمين شباب، ومدرّبي معلّمين، وأكاديميين، وممثلين عن الشباب سعياً لتعريف الحلول التي من شأنها أن تجذب الشباب إلى مهنة التدريس واستبقائهم فيها.
وقد نُشرت هذه المدوّنة في الأساس في مدوّنة التعليم للجميع المنبثقة عن الشراكة العالمية من أجل التعليم بمناسبة اليوم العالمي للمعلّمين 2019 الشراكة العالمية من أجل التعليم هي عضو في فريق العمل الخاص المعني بالمعلّمين ولها مقعد في اللجنة التوجيهيّة.