التدريس عبر الإنترنت في خلال أزمة "كوفيد-19"
لقد عملت معلّماً للفيزياء في مدرسة ثانوية (الصفوف 9 -12) لمدة 25 عاماً، وفي خلال تلك الفترة كنت أحرص دائماً على مشاركة الأشياء التي أقوم بها مع طلابي ونشرها لتوفير أمثلة وأفكار قد يستفيد منها زملائي المعلّمون وطلابهم. من أسهل الأمور هو وضع كل شيء على الإنترنت، بحيث يتسنى للطلاب والمعلمين الآخرين على حد سواء الدخول إلى الموارد في أي وقت. وسواءً كان لديّ صف مُباشر مع الطلاب أو تدريس دورة تعليمية عبر الإنترنت، وهو أمرٌ قمت به مع جامعة نورث وسترن، فإن وجود منصات الإنترنت التي توضع فيها موارد التدريس والتعلم لطالما كانت جزءاً مما أقوم به بصفتي معلّماً، وأنا أوصي جميع المعلمين بأن يبدأوا بانتهاج هذا النهج إذا ما توفرت لهم التكنولوجيا. وفي حين أنني لم أكن قط في وضع مماثل لما لدينا الآن بسبب أزمة "كوفيد-19"، حيث يتعيّن على المعلّمين والمعلّمات نقل المواد إلى شبكة الإنترنت من أجل الطلاب، فإنّ التحول بالنسبة إليّ في إبان هذه الأزمة كان في حدوده الدنيا بما أنني جاهز أساساً للتدريس والتعلّم عبر الإنترنت.
هناك عدد من المنصات الإلكترونية يمكن وضع موارد الصف فيها، وكذلك منصات المؤتمرات العاملة بالفيديو التي يمكن استخدامها لعقد جلسات صف مُباشرة مع الطلاب أو اجتماعات مع الزملاء. ومع التكنولوجيا، يمكننا أن نجعل التعلم عن بُعد أقرب ما يمكن إلى جلسة صف مُباشرة. بالنسبة إلى طلابي، توجد مواد الصف اليومية على صفحة من صفحات مواقع Google ونرتبط بها من خلال الموقع الشبكي لمدرستي. لديّ ملفات مختلفة لكل صف، لذا يستطيع الطلاب أن يدخلوا إلى المواد التي تتفق مع صفوفهم. وقد حافظت أيضاً على مدوّنة صف لعدّة سنوات. وهذه أداة طبيعية الطلاب معتادون على دخولها بما أن معظم القصص المنشورة تأتي من توصيات الطلاب التي يريدون أن يتشاركوا بها مع الجميع. وفي المدونة، لديّ صفحات مختلفة مخصصة لأنشطة مختلفة وموارد يجدها الطلاب مفيدة ومثيرة للاهتمام. على سبيل المثال، قبل عصر أكاديمية خان ودروس ’كيف أفعل‘ عبر الإنترنت، كنت قد بدأت فعلاً بإنتاج مقاطع فيديو للبث على الشاشة لمعظم المواضيع التي أغطيها في حصص الفيزياء التي أعلّمها، وشكّلتُ مكتبة إلكترونية تضم أكثر من 100 مقطع فيديو للطلاب. في الماضي، كان السبب لإنتاج مقاطع الفيديو هذه لغرضين أساساً: للطلاب كي يكون لهم مورد خارج المدرسة عندما يحضرون فروضهم المنزلية ويحتاجون إلى مراجعة المادة في وقتهم الخاص؛ وعندما تفوت الحصص طالباً في أحد الأيام، أستطيع أن أوفر له الفيديو المناسب لمشاهدته ليرى ماذا درسنا عن ذلك الموضوع. هناك أيضاً زيادة في المشاهدات في الفترة التي تسبق الامتحانات، حين يقوم الطلاب بمراجعة المواضيع ذات الصلة. فكل فيديو محفوظ على يوتيوب، ومقاطع الفيديو عامة ويمكن أن يستخدمها أي طالب أو معلّم.
مع الوضع الحالي، أنشر ارتباطات تشعبية لمقاطع فيديو كي يشاهدها الطلاب إما قبل الحصة (أي صفحة الحصة ’المقلوبة‘) أو بعد جلسة صف عبر الإنترنت. تُعد منصة Zoom أداتي المفضّلة في عقد لقاءات عبر الفيديو. ويستطيع المعلّمون والمعلّمات أن يفتحوا حساباً مجاناً لدى Zoom يسمح لهم باستضافة جلسات مدتها 40 دقيقة. ولا يحتاج الطلاب إلى حسابات لدى Zoom، بل مجرّد استخدام ارتباط تشعبي ينشره المعلّم على صفحة موقع أو إرساله بالبريد الإلكتروني إلى الطلاب. أنا أسجّل كل حصّة صف وأضع الفيديو على قناة "يوتيوب"، ثم أشارك الرابط مع طلابي في مدوّنة الصف. إذا كان الطالب غائباً أو يريد مراجعة درس الحصة يمكنه عندئذ مشاهدتها في الوقت الذي يلائمه. في موقع شبكي يخصّ الصف، يستطيع المعلّمون والمعلّمات أن ينشروا مجموعات الواجبات المنزلية، وتجارب المختبر، وأوراق العمل، والفروض، وموارد المساعدة، والمقالات وأي مقاطع فيديو أو مواقع شبكية أخرى. يُرسل الطلاب إليّ رسائل بالبريد الإلكتروني، أو يمكنهم تنظيم مجموعات دراسية افتراضية من خلال غرف المحادثة، ومشاركة وثائق Google Documents، أو Facetime، أو Zoom، أو Skype؛ أو يمكنهم الاتصال بأحدهم الآخر هاتفياً. أجهّز أوراق العمل على Google Sheets لكل مجموعة من الطلاب لتبادل الأسئلة حول المواد، وكذلك لتشارك أشياء جديدة يجرّبونها في أثناء فترة التعطيل بينما يجلسون في عزلة: إبقاء التركيز على الصحة الذهنية والمعنوية للطلاب لأنهم سيشعرون بالوحدة وسيفتقدون وجودهم في المدرسة! لا تُرهقوا الطلاب بكثير من العمل، لأن هذا الوضع جديدٌ عليهم هُم أيضاً.
أنا محظوظ بوجود أنواع رائعة من الدعم في مدرستي لمساعدة جميع المعلّمين والمعلّمات والطلاب في هذا الانتقال نحو التعلم الإلكتروني. لدينا طاقم مخصص لتوفير خيارات إلكترونية متعددة ولتدريب الموظفين في كيفية استعمال التكنولوجيا. ونحن نعقد اجتماعات عبر منصة Zoom لتبادُل ما نفعله داخل الحصص، ولدينا مجموعات بريدية وتراسل نصّي لكل تخصص بحيث يتمكن المعلمون والمعلمات من مساندة بعضهم بعضاً. إنّ أفضل نصيحة يمكنني تقديمها هي إقامة تواصُل جيد مع كل من الزملاء والطلاب: وأن نُصغي إلى الجميع ونتعلم منهم، وأن نتلقّى الملاحظات التعقيبية من الطلاب. فالطلاب هُم الطرف الذي يشكّل أهمية - فهُم يتلقّون مختلف المواد المعروضة من معلّمين ومعلّمات شتّى، وسوف يخبرونكم بما ينفع وما لا ينفع منها إذا سألتموهم! وعلينا أن نتأكد من أننا نصغي إلى الطلاب بحيث نتمكن من خدمتهم على النحو الأفضل.
مارك فوندراتشيك
كان مارك فوندراتشيك أحد المرشحين النهائيين لجائزة المعلم العالمية التابعة لمؤسسة فاركي.
**********************************************************
هذا المنشور هو جزء من حملة #أصوات_المعلّمين_والمعلّمات TeachersVoices# التابعة لفريق العمل الخاص المعني بالمعلّمين، والتي أُطلقت للنهوض بخبرات المعلّمين والمعلّمات الذين يعملون كل يوم حرصاً على أن يستمرّ الطلاب في الاستفادة من جودة التعليم على الرغم من جائحة "كوفيد-19". للمشاركة، توجّهوا إلى صفحتنا المخصصة على موقعنا الشبكي.