تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
أخبار
  • 23.09.2020

اليوم العالمي للمعلمين 2020 "المعلّمون: القيادة في أوقات الأزمات وإعادة تصوُّر المستقبل"

أسبوع من الفعاليات للاحتفال بالمعلمين من جميع أنحاء العالم

سُلِّط الضوء هذا العام على الدور الحيوي غير المسبوق الذي ينهض به المعلمون في قلب المنظومة التعليمية، وذلك من خلال الروح القيادية التي أظهروها في ضمان استمرارية التعلُّم في خلال جائحة «كوفيد-19». وقد كُرِّس الموضوع المحوري لليوم العالمي للمعلمين 2020، المزمع الاحتفال به في 5 تشرين الأول/أكتوبر، لإبراز هذا الإنجاز الحاسم: "المعلمون: القيادة في أوقات الأزمات وإعادة تصوُّر المستقبل".

 

في كل عام، يشكّل اليوم العالمي للمعلمين فرصةً للاحتفال بمهنة التدريس، وتسليط الضوء على إنجازات المعلمين، ولفت الانتباه إلى احتياجاتهم وأصواتهم. ويحتفي هذا اليوم بذكرى اعتماد توصية منظمة العمل الدولية/اليونسكو (1966) بشأن أوضاع المدرسين وتوصية عام 1997 بشأن أوضاع هيئات التدريس في التعليم العالي.

 

ومنذ اعتماد الهدف الرابع من أهداف التنمية المستدامة في عام 2015 - "ضمان التعليم الجيد المنصف والشامل للجميع وتعزيز فرص التعلُّم مدى الحياة للجميع"، أتاح اليوم العالمي للمعلمين فرصةً كذلك لتقييم التقدم المحرز نحو تحقيق الغاية 4-ج من أهداف التنمية المستدامة والمتمثّلة في زيادة عدد المعلمين المؤهلين ومعالجة التحديات التي تواجه مهنة التدريس.

 

وقد تضاعفت هذه التحديات على نحو تصاعدي هذا العام، ذلك لأن الوضع غير المسبوق الذي أوجدته جائحة «كوفيد-19» وضع النظم التعليمية على المحكّ والتي كانت في الأساس تكبّلها القيود. وأظهر المعلمون على نحو فردي وجماعي روحاً قيادية، وقدرةً على الابتكار والإبداع على صعيد الفصول الدراسية والمدارس والمجتمعات المحلية، مع الاستجابة في الوقت نفسه لكثيرٍ من التحديات المفروضة على عملهم وظروف العمل. وقد أبرزت الجائحة أيضاً أهمية الدعم النظامي والوزاري للدور القيادي الذي ينهض به المعلمون في أوقات الأزمات.

 

وفي ضوء تجارب المعلمين في خلال الجائحة، تستكشف فعاليات اليوم العالمي للمعلمين هذا العام الموضوع المحوري المتعلق بالدور القيادي للمعلمين. وتُركز المناقشات والتفاعلات، طوال فترة الاحتفال التي تدوم أسبوعاً، على الكيفية التي يمكن بها للدور القيادي للمعلمين بأشكالٍ مختلفة أن يُساهم في بناء أنظمة تعليمية قادرة على الصمود في مواجهة الأزمات.

 

مبادرات متعددة لتعزيز فاعليّة عملية وضع السياسات الخاصة بالمعلمين

في إطار فعاليات الأسبوع، يُطلق فريق العمل الخاص المعني بالمعلمين رسمياً منصة المعرفة، متضمنةً مركزاً للمعارف يعزز عملية صنع السياسات المستندة إلى الأدلة وتوفر دعماً للمعلمين بأكثر من 300 وثيقة نوعية وزاوية مخصصة للأعضاء تمكّن الأعضاء والشركاء من التواصل في ما بينهم وتبادل الموارد القيّمة.

 

وقد سبق أن أُطلِقت حملة افتراضية تستعرض قصصاً ملهمة عن المعلمين وقادة المدارس، مع مساهماتٍ قديرة من أعضاء فريق العمل الخاص المعني بالمعلمين والشركاء. وتسلّط مقالات الحملة ومقاطع الفيديو القصيرة الضوءَ على المعلمين وقادة المدارس الذين حرصوا على استمرار التعلُّم في أثناء إغلاق المدارس، مبرزين أهمية دورهم القيادي والتحديات التي يواجهونها.

 

وبالعمل مع فريق التقرير العالمي لرصد التعليم ومعهد اليونسكو للإحصاء، يُشارك فريق العمل الخاص المعني بالمعلمين في نشر صحيفة وقائع عن اليوم العالمي للمعلمين 2020 وورقة سياسة عامة تركّز على المعلمين والإدماج.  

 

وإلى جانب المكاتب الإقليمية لليونسكو وأعضائها وشركائها، يُنظم فريق العمل الخاص المعني بالمعلمين سلسلةً من الاجتماعات الإقليمية لاستكشاف الأنواع المختلفة من الأدوار القيادية للمعلمين في سياقات وطنية متنوعة وأدوارهم في تحقيق جودة التعليم وطرح حلول فعّالة لمواجهة التحديات التي تفرضها جائحة «كوفيد-19». وتُسلّط الاجتماعات الضوءَ على تجارب البلدان الأعضاء والمنظمات في ما يتعلق بالدور القيادي للمعلمين على مختلف الأصعدة في أوقات الأزمات. وبناءً على هذه التجربة، ستسعى الاجتماعات إلى تسليط الضوء على الممارسات الجيدة والتحديات والعوامل التمكينية والمقيِّدة للتنمية الشاملة للدور القيادي الذي يضطّلع به المعلمون في بناء نظم تعليمية قادرة على الصمود في أوقات الأزمات.

 

الاجتماعات مفتوحة للبلدان والمنظمات الأعضاء في فريق العمل الخاص المعني بالمعلمين وكذلك لغير الأعضاء. تعرّفوا على مزيدٍ من التفاصيل وانضمّوا إلى الفعاليات من خلال الروابط التالية:

 

 

التخطيط جارٍ أيضاً لعقد اجتماع للأعضاء والشركاء من أمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي.

تدوينة
  • 23.09.2020

ثلاثة أسباب تجعل القيادة المدرسية أمراً حيوياً لنجاح المعلم

تحسين المدرسة نادراً ما يحدث دون قيادة فعالة، وتأتي القيادة المدرسية في المرتبة الثانية من حيث تأثيرها على إنجاز الطالب في الصفوف المدرسية، بعد عملية التدريس. يرسم تقرير مراجعة الأدلة الجديدة من قادة المدارس العالمية Global School Leaders صورة معقدة ومتغيرة باستمرار لقادة المدارس، مع أدوارهم ومسؤولياتهم، وتنوع التأثير حول العالم.

في الفترة الواقعة حتى يوم المعلم العالمي (الخامس من أكتوبر)، أوجزنا ثلاثة طرائق تبين الدور الحيوي لقادة المدارس في نجاح المعلمين وحصائل (محصلات) outcomes الطلاب:

 

1. يرسّخ قادة المدارس ممارسات تعليمية عظيمة

يمكن لقادة المدارس أن يدعموا معلميهم وتلاميذهم من خلال إنشاء ممارسات تعليمية فعالة وترسيخها. يمكنهم تسخير مواهب المعلمين والطلاب وأولياء الأمور ودوافعهم؛ وتطوير ثقافات التعلم الشاملة والمُلهمة للمدرسة بأكملها؛ وتوفير التدريب المكثف الفردي والمُستدام للمعلمين.

وأثر القيادة المدرسية القوية على التعليم واضح، فقد وجدت دراسة حديثة شملت 65 دولة أنّ الطلاب الذين يقودهم أفضل %25 من قادة المدارس يتلقون ما يعادل ثلاثة أشهر إضافية من التعليم كل سنة مقارنة بأولئك الذين يقودهم من يأتي ترتيبهم في آخر %25 من القادة. هناك اهتمام كبير في استهداف قادة المدارس وسط الجهود لتحسين حصائل الطلاب بأسلوب فعّال التكلفة cost-effective ، مع دراسة واحدة وجدت أنّ زيادة نقطة واحدة في حرز ممارسات الإدارة المدرسية ترتبط بزيادة أداء الطلاب بنسبة %10.

ولكي يتمكن القادة من وضع أفضل الممارسات التعليمية لمدارسهم، من الضروري عدم إرهاقهم بالمسؤوليات الإدارية غير الضرورية (ينفقون عادةً أقل من %25 من وقتهم في إدارة أنشطة الطلاب التعليمية)، والحرص على تلقيهم التدريب المناسب.

وللأماكن الذي يكون تدريب قادة المدارس محدوداً، يتوافر عدد من المصادر المجانية عبر الإنترنت. ومن ذلك، على سبيل المثال، كتيبات التدريب لقادة المدارس في أفريقيا والتي أصدرها معهد اليونيسكو لبناء القدرات الدولية وتم وضعها في غينيا وليسوتو ونيجيريا وسيراليون، وهي يمكن أن تساعد في سدّ هذه الثغرات في التدريب. ولقد نشرنا أيضاً مجموعة الأدوات هذه لمساعدة قادة المدارس على دعم المعلمين وموظفي دعم التعليم وحمايتهم للعودة إلى المدرسة بعد وباء كوفيد19-.

 

2. يفهم قادة المدرسة الجيدون احتياجات مدارسهم

منذ ثمانينات القرن العشرين، قامت جهود اللامركزية بتحويل سلطات صنع القرار إلى مستويات أخفض من أنظمة التعليم في العديد من البلدان. ويستند هذا الانتقال إلى فرضية أنّ قادة المدارس على دراية أكبر بالاحتياجات الخاصة لمدارسهم، ولذلك فإنهم في وضع أفضل لاتخاذ القرارات حول كيفية الإدارة وتنفيذها.

قد يتخذ قادة المدارس المستقلون قراراتهم الخاصة بشأن الميزانيات والمناهج والموظفين، بدلاً من التقيد المفرط بتنفيذ السياسات الحكومية. هذه الحرية يمكن أن تسمح للمدارس بالتكيف السريع مع التوقعات التعليمية المتغيرة واحتياجات طلابها الخاصة واهتماماتهم. وجدت دراسة عن المدارس في كوريا الجنوبية أنّ استقلالية مدير المدرسة في التصرف بالمناهج والتقييم تبدي ارتباطاً إيجابياً مع مستوى الإنجاز في الرياضيات، وخصوصاً بالنسبة للتلاميذ ذوي الأداء المنخفض.

بيد أنّ تعيين بعض قادة المدارس في الوقت الراهن يستند إلى الأقدمية أو الاعتبارات السياسية بدلاً من المهارات والخبرة. ولضمان تحقيق فوائد اللامركزية في التعليم والتعلم، يجب أن يكون قادة المدارس المستقلين عُرضةً للمُحاسبة ومُسلحين بالمهارات والموارد الضرورية. ويجب أن يتضمن ذلك، وفق التقرير العالمي لقادة المدارس Global School Leaders Report، التدريب على تفسير معطيات التعلم واستخدامها.

 

3. قادة المدارس يوضحون الطريق خلال الأوقات العصيبة

عندما تواجه المدارس ظروفاً سيئة تكون القيادة القوية أمراً حاسماً للمرونة والتكيف والتعافي. فالكوارث الطبيعية والنزاعات والأزمات الصحية، مثل وباء الفيروس التاجي، تقود إلى اضطراب شديد في التعليم وتجبر المعلمين على التكيف مع ظروف التحديات.

قد يغتنم أفضل المعلمين الفرص وسط الأزمة. قالت الدكتورة سارة روتو Dr Sara Ruto، رئيسة لجنة الاستجابة لوباء فيروس كوفيد19- في وزارة التعليم الكينية، إنّ أزمة كوفيد19- الحالية "تعطي الدفع لبعض ركائز المنهاج التي لم تجد من ينادي بها من قبل - مثل إشراك الوالدين والتمكين والتعليم المستند إلى القيم." لقد نصحت قادة المدارس باستغلال هذه الفرصة لإشراك أولياء الأمور لمساعدتهم في إغناء خبرة الطلاب.

تشير البينات إلى أنّ القيادة القوية عامل حاسم في رؤية المجتمعات المدرسية خلال الأزمات. على سبيل المثال، يبدو أن البينة الأولية من بورتو ريكو تشير إلى أنّ قادة المدارس الأقوياء كانوا بوضع أفضل لاستخدام أدوات التعلم عن بعد والاحتفاظ بارتباط الطلاب في أثناء إغلاق المدارس بسبب فيروس كوفيد19-. وأظهر تحليلٌ لإغلاق المدارس في أثناء إعصار ماثيو في هايتي عام 2016 أنه على الرغم من الأضرار المدمرة للبنى التحتية، أبقت المدارس ذات الإدارة القوية على تحسين درجات القراءة عند طلاب السنوات الأولى.

*

هذه المدونة هي جزء من سلسلة من القصص التي تتناول أهمية عمل المعلمين والتحديات التي يواجهونها في الفترة حتى احتفالات يوم المعلم العالمي لهذا العام.

 *

صورة الغلاف بالإذن من: GPE/LudovicaPellicioli