العمل بروح الفريق من مسافة قريبة أو بعيدة: معاً الكل يحقق ما هو أكثر
إنّ العمل بطريقة "الفريق" هو جزء أساسي في فلسفتي تجاه التدريس والتعلّم. فعلى مرّ 18 سنة من التدريس، وجدتُ أن طريقة "الفريق" تدعم المتعلمين في تطوير حس الانتماء إلى المجتمع الذي يتعلمون فيه، وهو أمر أساسي في ازدهارهم الاجتماعي والمعنوي والإدراكي.
وقد شكّلت المحافظة على طريقة "الفريق" في أثناء أزمة "كوفيد-19" جانباً أساسياً في ضمان توفير التعليم المتواصل.
طريقة "الفريق" عن بُعد
الارتباط بين المجتمع المهني
مع مطلع أزمة "كوفيد-19"، سارع طاقم المدرسة إلى حشد جهوده. واتخذ نهج ’التكاتف من الجميع‘ لدعم التحوّل إلى التعلم عن بُعد. في الوهلة الأولى، أُعطيَ كل التلاميذ أجهزة الحواسيب من نوع Chrome books ليأخذوها معهم إلى البيت لمدة الأزمة، وعملت جلسات تطوير الموظفين على تمكين المعلّمين والمعلمات من الانتقال إلى التعلم عبر الإنترنت باستخدام Google Classroom. بدأت هذه الجلسات بعقد لقاءات وجهاً لوجه وتحولت إلى لقاءات عبر الإنترنت مع صدور الأوامر بملازمة البيوت. وظهرت قوة مجتمعنا المهني في هذه الأيام الأولى، مع دعم الزملاء لأحدهم الآخر في عملية الانتقال وتعلّم أدوات تدريسية جديدة ومناقشة كيفية دعم التعلّم عن بُعد. من مجموعة تطبيقات غوغل، تبنّى المعلّمون والمعلّمات Google Classroom وGoogle Meet وJamBoard. ضمن Google Classroom، تُستخدم نماذج Google forms لإجراء اختبارات سريعة؛ وهناك مواد فيديو وأنشطة تفاعلية عبر الإنترنت من مواقع دعم تعليمية مثل EdPuzzle، وLegends of Learning، وABCYa، وموقع "يوتيوب"، وهي تساند المتعلمين في التفاعل مع المحتوى.
وقد كانت اجتماعات الموظفين الأسبوعية عبر Google Meet من الفوائد الأساسية - إذ عززت عافية المعلمين والموظفين من خلال إتاحتها الفرصة لإزالة التوتر وتبادل مشاعر القلق وقصص النجاح، والحصول على التحديثات التعليمية والاستراحة والاستعداد للعمل في الأسبوع القادم. وقد أبرزت هذه الاستخدامات لي أهمية الحفاظ على ارتباط قوي بين المجتمع المهني من أجل ضمان استمرارية التدريس والتعلّم.
لقد كان التطوير المهني متاحاً داخل المدرسة وعلى مستوى المقاطعة. وقد وفّر مدير التكنولوجيا ووسائط الإعلام في مدرستنا وأخصائي التكامل التكنولوجي على مستوى المقاطعة دعماً تدريبياً فردياً وكذلك دعماً لمجموعات صغيرة حول التقنيات المتنوعة عن طريق ZOOM وGoogle MEET. وقد استفدت مباشرةً، إذ تعلّمت كيف أستخدم Flipgrid، وScreencastify، وGoogle Slides لأدمج تحريك وإيقاف العناصر المتحركة في برمجتي.
ومن بين نقاط القوة لهذا الدعم الذي يوفره التطوير المهني انفتاحه على الاهتمامات الفردية. فقد احتضن أخصائي التكامل التكنولوجي في المقاطعة اهتمامي بتأسيس منتدى جماعي للتعلم المهني على نطاق المقاطعة، وتصرّف فوراً بإنشاء المنتدى لمعلّمي الصفوف الابتدائية. يستطيع المعلّمون والمعلّمات الدخول إلى المنتدى لمساندة أحدهم الآخر من خلال نقاش مهني وتبادل الخبرات ذات الصلة بالمهنة.
بناء المجتمع من خلال الارتباط مع أولياء الأمور
لقد استخدمت التكنولوجيا لتطوير ارتباطات شبيهة بعمل الفريق مع أولياء الأمور. وقد لعب جزء أساسي من الفريق مع أولياء الأمور لمساعدتهم على الشعور بالارتياح والارتباط ببيئة التعلم الجديدة. وتتيح جولات الصف ‘Google Class tours’ باستخدام Google Meet والبريد الإلكتروني المنتظم وجلسات التفقد في الموعد المحدد عبر Google Meet باتصال أولياء الأمور بي لتقديم الملاحظات التعقيبية وطرح الأسئلة وحل المعضلات. وقد أصبح أولياء الأمور ’أعضاء صف‘ في Google Classroom وClassDojo، حيث يمكنهم تتبع أنشطة أولادهم والاطلاع على محفظة عمل أولادهم. لقد شكّلت الشراكات القوية بين أولياء الأمور والمعلّمين والتلاميذ مورداً رائعاً في نجاح عملية التعلّم عبر الإنترنت.
لا شيء يضاهي الروتين: المحافظة على بقاء الطلاب على اتصال
لقد كان تطوير عمل الفريق عبر الإنترنت مع التلاميذ عملاً أساسياً لضمان تعلّمهم المتواصل. وقد كان الروتين عنصراً ذا أهمية. فالتلاميذ يستخدمون Google Classroom للدخول إلى جدولهم اليومي وأنشطة دروسهم. ونلتقي كل صباح لعقد اجتماعنا الصباحي، والذي ينطوي على كثير من الخطوات الروتينية نفسها التي حددت أول 30 دقيقة لنا من نشاطنا ’العادي‘ داخل الصف. بالإضافة إلى ذلك، شكّل ClassDojo مورداً قيّماً في إبقاء التركيز على العمل معاً. يمكنني أن أسجّل الحضور، ومشاركة مقاطع الفيديو التي تدعم مواضيع التعلم المعنوية الاجتماعية؛ والاستعانة بمحفزات إيجابية؛ وإنشاء محافظ عمل للطلاب. وتعكس جميع هذه المزايا الأعمال الروتينية التي أجراها التلاميذ داخل الصف، مما ساندنا في الحفاظ على تواصل ارتباطهم بالصف.
وقد طوّرنا كمدرسة برنامجاً للأخبار اليومية، يكتبه ويستضيفه معلّم الرياضة البدنية. يواصل هذا البرنامج الأعمال الروتينية التي حددت بداية يومنا الدراسي داخل المدرسة، بما يشمل إعلانات أعياد الميلاد ومنح الشهادات، والصلاة، والتعهد الذي يقطعه طلاب الصف السادس بواسطة التسجيل بالفيديو. يستضيف برنامج الأخبار اليومية صوراً يرسلها التلاميذ يستعرضون فيها الأنشطة التي شاركوا فيها والعمل الذي أتمّوه. وهو وقت مشارَك قيّم يعزز ترابطنا معاً كمجتمع.
طريقة مختلفة في التدريس
لقد تحدّت هذه الأزمة بالتأكيد طُرق الإبداع والابتكار والمرونة التي أنتهجها في مزاولة التدريس. وقد شددت على أهمية التعلم المهني المستمر. إنّ تبنّي نهج تعلّم عن بُعد مع الأطفال قد تطلّب التفكير بطريقة معقّدة - وذلك سعياً لضمان إدراج الجوانب الاجتماعية والمعنوية؛ ومحاولةً للتأكد من أن الأطفال متصلون بصفتهم متعلّمين؛ ومحاولةً لطرح مفاهيم جديدة مع أدوات لا تدعم دائماً الممارسات الأساسية لتعلّم الأطفال، وتتخذ القدرة على الصمود والتأمل المتواصل ورغبةً في ’تجربة المحاولة ثانيةً‘!
ويندي وايت
مدرّسة الصف الخامس في مدرسة ابتدائية، سيراكيوز، نيويورك، الولايات المتحدة الأمريكية
************************
هذا المنشور هو جزء من حملة #أصوات_المعلّمين_والمعلّمات TeachersVoices# التابعة لفريق العمل الخاص المعني بالمعلّمين، والتي أُطلقت للنهوض بخبرات المعلّمين والمعلّمات الذين يعملون كل يوم حرصاً على أن يستمرّ الطلاب في الاستفادة من جودة التعليم على الرغم من جائحة "كوفيد-19". للمشاركة، يرجى التوجه إلى صفحتنا المخصصة على الموقع الشبكي.