هذه مدونة مبنية على استنتاجات بيان حقائق يوم المعلم العالمي 2020 2020 World Teachers' Day fact sheet المنشور من قبل فرقة العمل الدولية للمعلمين من أجل التعليم في العام 2030، ومعهد اليونيسكو للإحصائيات UNESCO Institute for Statistics ، والتقرير العالمي لرصد التعليم Global Education Monitoring Report.
أدت جائحة الفيروس التاجي كوفيد19- إلى إغلاق المدارس حول العالم، لتُباعد بين الطلاب ومعلميهم وزملائهم في الصف. وكانت محاولة العديد من المعلمين العودة لجزء من الوضع الطبيعي، وإعادة فتح المدارس، وإعادة دمج الطلاب، محفوفة ببعض التحديات الخاصة التي واجهتهم.
في يوم المعلم العالمي هذا (الخامس من أكتوبر)، سنقوم بتقييم بعض التحديات التي تواجه المعلمين وتحديد ما يتوجب القيام به لمساعدتهم على توفير تعليم جيد للجميع.
يحتاج العالم إلى المزيد من المعلمين
لم تكن 'جودة التعليم' ‘Quality education’، المرمى الرابع للتنمية المستدامة للأمم المتحدة UN Sustainable Development Goal، أكثر أهمية في أي وقت مضى منها حالياً. فبالرغم من الاضطرابات كلها، فالوباءُ هو فرصة جيدة أيضاً. ومن خلال التركيز على التعليم وتنشيط الأجيال الشابة، يمكن للمجتمعات أن تقوم بالتخطيط لطريق للخروج من أزمة الفيروس التاجي كوفيد19- والذي بدوره يؤدي إلى عالم أفضل.
ومن أجل هذا، فنحن بحاجة للمزيد من المعلمين المؤهلين. يوجد بالفعل الآن زيادة في عدد المعلمين حول العالم أكثر مما كان عليه قبل عشرين عاماً بنحو 28 مليون معلم، ولكن هذا لا يفي بالعدد المطلوب المقدر مسبقاً (69 مليون معلم) لضمان التعليم الابتدائي والثانوي عالمياً بحلول 2030. إنّ الحاجة أكبر في المناطق المحرومة. وعلى سبيل المثال، %70 من بلدان جنوب صحراء أفريقيا لديها نقص في المعلمين في المستوى الابتدائي، بمعدل 58 طالباً لكل معلم مؤهل. قارن هذا مع جنوب شرق آسيا حيث يكون المعدل الوسطي فقط 19 طالباً فقط لكل معلم.
تختلف أيضاً مستويات تدريب المعلمين بشكل كبير بين الأقاليم العالمية: %65 من معلمي الابتدائي في جنوب صحراء أفريقيا يمتلكون الحد الأدنى من المؤهلات التدريبية المطلوبة، مقارنة مع %98 في وسط آسيا.
إنه لغزٌ معقدٌ: التعليم هو الطريقة الأفضل بالنسبة للمجتمعات المحرومة لإصلاح عدم المساواة العالمي، لكن تواجههم في الواقع معوقات كثيرة لعدم وجود القدرة أو تدريب المعلمين لإعطاء الدعم الذي يحتاجه كل طالب.
من يعلّم المعلمين؟
هناك بعض المقترحات الملموسة التي تهدف إلى زيادة مستوى الدعم الذي يتلقاه المعلمون. فعلى سبيل المثال، وضع الاتحاد الأفريقي المعايير العالمية لمؤهلات المعلمين universal standards for teacher qualifications التي ستضمن أن يتم تجهيز المعلمين جميعهم بالمعارف والمهارات والقيم التي يحتاجونها. هذا يعني أنّ إعداد هؤلاء المعلمين سيكون أفضل عند دخولهم إلى الصفوف المدرسية، ويمكن لهذا، إلى جانب التوظيف الأوسع لتقليل حجوم الصفوف المدرسية، أن يحسن إلى حد كبير من جودة أنظمة التعليم في الإقليم.
لقد أجبرنا وباء الفيروس التاجي كوفيد19- على الانتقال إلى التعلم عن بعد وعبر الإنترنت. ولذلك يحتاج المعلمون، وبشكل عاجل، إلى تدريب أفضل على تقانة (تكنولوجيا) المعلومات والاتصالات (ICT). ومع ذلك، تظهر الأبحاث أنّ %43 فقط من المعلمين في بلدان منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية The Organisation for Economic Co-operation and Development OECD يشعرون بأنهم مجهزون لاستخدام تقانة المعلومات والاتصالات ICT لإيتاء الدروس. المساعدة قادمة، ولكن مرة أخرى يلقي الوباء الضوء على عدم المساواة العالمية حيث أنّ الكثير من المنازل في البلدان منخفضة الدخل تفتقر إلى الأجهزة والاتصال للتعلم عبر الإنترنت. ويعاني المعلم أيضاً في البلدان منخفضة الدخل لأن %41 منهم فقط قد تلقى دليل تقانة المعلومات والاتصالات العملي للمعلمين، مقارنة بنسبة %71 في البلدان مرتفعة الدخل.
الاهتمام بالقادة
يمكن للتدريب على القيادة أن يخفف من أسوأ التفاوتات التي يسببها الفيروس التاجي كوفيد19-، مما يمكّن المعلمين الأفراد من قيادة زملائهم خلال هذا الوقت الصعب.
يخلقُ القادةُ الأقوياء ثقافة الثقة في المدارس بغرسهم للشعور الجماعي بالمسؤولية وتوفير الدعم والتقدير. وعلى سبيل المثال، مجتمعات التعلم المهنية Professional Learning Communities PLCs هي عبارة عن منتديات يمكن فيها للمعلمين دعم التدريب والتطوير فيما بينهم. ففي رواندا، يقوم 843 من قادة المدارس، وبعد أن أكملوا الدبلوم في إدارة المدارس، باستخدام مجتمعات التعلم المهنية لمشاركة فوائد تدريبهم مع زملائهم. وفي جنوب أفريقيا، يتم تشجيع قادة المدارس على إنشاء عدد من مجتمعات التعلم المهنية واستخدامها لتجنيد المعلمين المبتدئين في المهنة، وإعطائهم الثقة لتحمل مسؤولية التنمية المهنية الذاتية. وفي الإكوادور، يشارك 287 من قادة المدارس في مجتمعات التعلم المهنية لتبادل أفضل الممارسات وتنظيم أنفسهم ضمن شبكات داعمة.
ماذا يحتاج المعلمون أيضاً؟
التدريب الأفضل والقيادة القوية داخل المدارس سيفيدان أنظمة التعليم العالمية في السنوات القادمة. ولكن هناك قضية أخرى أصبحت أكثر إلحاحاً بسبب الوباء، وهي الشمولية. ونظراً لأن الطلاب يعودون إلى المدرسة، فإن قدرة المعلمين على تعزيز بيئة شاملة تُعتبر مهارة حيوية للتخفيف من الاضطراب وضمان عدم استبعاد الطلاب من التعلم.
تطلب %61 من البلدان في مسح حديث تدريبَ معلميها على مهارات الشمولية، ولكن القليل جداً هو الذي يضمن مثل هذا التدريب في سياساتها أو قوانينها. ولكن الوباء قد قام بالفعل بما يكفي لإبعاد المعلمين عن طلابهم والطلاب عن زملائهم. ومع العديد من المدارس التي لا تزال تلاحظ تأثير التباعد المكاني على إبطاء انتشار الفيروس، يبقى التدريب النوعي في التعليم الشامل أمراً ضرورياً لضمان بيئة تعليمية متماسكة وفاعلة.
لقد تم إنجاز الكثير من العمل، ولا يزال هناك الكثير للقيام به
يجب إعطاء المعلمين فرص الإرشاد والتطوير المهني لضمان شعورهم بالجاهزية للإمساك بزمام الصفوف المدرسية واقعياً أو افتراضياً معاً. وهناك نقص شديد في هذا في أجزاء كثيرة من العالم.
العملُ جارٍ لتحسين الوضع حيث يتم وضع معايير جديدة ويتم تنفيذ التدريب ويقوم القادة الأقوياء بإنشاء بيئات تعليمية شاملة وداعمة في كل مكان. ومع ذلك، فمن أجل إنجاز تقدم حقيقي، يجب على الحكومات أن تستمع للمعلمين ولنقابات المعلمين. والتغيير الحقيقي يمكن أن يحدث فقط إذا تمّ الإصغاء لأصوات المعلمين. ويجب أن يستكشف المعلمون وصانعو السياسات معاً هذا العالم الجديد.
راجع بيان حقائق يوم المعلم العالمي 2020 2020 World Teachers' Day fact sheet المنشور من قبل فرقة العمل الدولية للمعلمين من أجل التعليم في العام 2030، ومعهد اليونيسكو للإحصائيات UNESCO Institute for Statistics ، والتقرير العالمي لرصد التعليم Global Education Monitoring Report.
هذه المدونة هي جزء من سلسلة من القصص التي تتناول أهمية عمل المعلمين والتحديات التي يواجهونها في الفترة حتى احتفالات يوم المعلم العالمي لهذا العام.
*
صورة الغلاف بالإذن من: GPE/Kelley Lynch