معلّمون من أجل التغيير: دعم الدور التحويلي للمعلّمين في سياقات النزوح الجماعي
يتجلّى التعليم في السياقات المتأثرة بالنزوح الجماعي في عدم الاستقرار السياسي، وتهميش المتعلمين اللاجئين، ونقص الموارد التعليمية، بما في ذلك أماكن التعلُّم، والمواد المنهجية ذات الصلة، وآليات اعتماد التعلُّم التي تتمُّ خارج المؤسسات التعليمية النظامية. غالباً ما يصبح المعلّمون -في هذه المواقف- أكثر موارد التعليم قوةً وإلهاماً للطلاب.
تنبع هذه الورقة من دراسةٍ نوعية تتناول كيف يفهم معلّمو اللاجئين السوريين والمعلّمون اللبنانيون "التعليم في المستقبل" في سياق الأزمة الممتدّة في لبنان. ذلك بالاعتماد على مفهوم أرونوفيتز وجيرو (1993) بشأن المثقفين التحويليين، يرى المؤلفون أنَّ النُّهُج التحويلية للتطوير المهني قد تُمكِّن المعلّمين من الاستفادة من معارفهم المحلية وقدراتهم المهنية وإبداعهم في إنشاء مجالاتٍ يشعر فيها الطلاب أنَّ لديهم قدرة أكبر للتحكُّم بحياتهم حيث يمكنهم تصوُّر مستقبلٍ أفضل لأنفسهم. هما يقترحان نموذجاً تحويلياً للتطوير المهني الخاص بالمعلّمين، يعتمد على مساحة تعلُّمٍ مثالية يتوخّاها المعلّمون في سياق اللاجئين وعلى فهمٍ نقدي لبيئات التعلُّم الموجودة لديهم. المقصود هو دعم المعلّمين في أثناء نشاطهم الرامي إلى إعادة تشكيل بيئات التعلُّم التي يعملون فيها من أجل تقريبهم من المثل الأعلى الذي يتخيَّلونه. قد تمكَّن هؤلاء المعلّمين، بفضل استخدام التقنيات الرقمية المُتاحة، من إنشاء مجالاتٍ يمكنهم فيها تسخير وتقاسم ممارسات التعليم التحويلية القائمة بالفعل، وتيسير التغيير من خلال أشكال التعاون الواسعة النطاق على شبكة الإنترنت.