دراسة "حان وقت التدريس" (Time to teach). الغابون
يمثل تغيُّب المعلّمين عن المدرسة إحدى العقبات الرئيسية التي تعترض التقدُّم الأكاديمي للأطفال وتعيق تعلُّمهم، ويشكّل مشكلة خطيرة بشكلٍ خاص في البلدان النامية. كما أنه يفرض عوامل تؤدي إلى تفاقم الوضع عندما يحدث ضمن السياقات المدرسية الأشدّ فقراً وضعفاً. على الرغم من قلة التحليلات التجريبية حول مسألة تغيُّب المعلمين في المدارس الابتدائية والثانوية في الغابون، إلا أنَّ هناك إجماع على اعتبار التغيُّب عن العمل كإحدى المشكلات الأكثر انتشاراً في النظام التعليمي في البلد. كذلك على الرغم من إقرار الجهات الفاعلة السياسية الوطنية بالصعوبات الناجمة عن التغيب عن العمل، فإنَّ الدراسات المتعلقة بالعوامل والسياسات والممارسات التي تؤثر على مواظبة حضور المدرسين في الغابون لا تزال نادرة.
تسعى الدراسة إلى سد هذه الفجوة المعرفية، إذ يتمثّل الهدف الرئيسي منها في المساهمة ببلورةِ فهمٍ أفضل لمواظبة المعلّمين على الحضور والوقت المكرَّس للتدريس في المدارس الابتدائية في الغابون. تتبنى الدراسة مفهوماً واسعاً لمسألة تغيُّب المعلمين، حيث أنها تشمل: (1) التغيُّب عن المدرسة، (2) عدم التزام المعلّمين بمواعيد الصفوف، (3) التغيُّب عن الصف، (4) تقليل الوقت المخصَّص للتدريس. تستخدم الدراسة إطاراً تحليليا للنظام، بحيث يستكشف العوامل المؤثرة والكامنة على خمسة مستويات مختلفة من النظام التعليمي: الوطني، ودون الوطني، والمجتمعي، والمدرسة، والفرد.