إدارة المعلّمين في أوساط اللاجئين: المدارس العامة في الأردن
أحرز الأردن، على مدى العقود الماضية، تقدُّماً ملحوظاً في مجال التعليم. حيث يقدم البلد الآن عشر سنواتٍ من التعليم الأساسي الإلزامي والمجاني، وشهد تحسُّناً ملموساً في معدلات الالتحاق بالمدارس، ومعدلات البقاء في المدارس، والمساواة بين الجنسَيْن، لا سيَّما على مستوى التعليم الابتدائي. وفرت كذلك حكومة الأردن بيئةً واقية للاجئي المنطقة على مر السنين، وقدَّمت التزاماتٍ هامة بتعليمهم، مع السماح للطلاب اللاجئين بالالتحاق بالتعليم الأساسي النظامي والعمل مع الشركاء لتيسير الوصول إلى برامج التعليم غير النظامي وغير الرسمي للأطفال غير القادرين على الالتحاق بالتعليم العادي.
لا تزال هناك مع ذلك تحديات متعددة تعمل الحكومة الأردنية وشركاؤها على معالجتها من أجل ضمان تمكين جميع الأطفال في المملكة من المشاركة في التعليم الجيد وفقاً للهدف 4 من أهداف التنمية المستدامة. إنَّ ضمان قدرة جميع الأطفال على إكمال التعليم الأساسي الجيد والمنصف والشامل سيتطلَّب حلولاً سياساتية مبتكرة تضع المعلّمين محور الاهتمام.
تحقيقاً لهذه الغاية، تهدف دراسة الحالة الفردية هذه إلى الإسهام في قاعدة الأدلة المزدهرة المتعلقة بالمعلّمين العاملين في سياقات الأزمات والنزوح، وتزويد الحكومة الأردنية والشركاء الرئيسيين بتوجيهٍ سياسات مستنيرة بالبحوث فيما يتعلق بالإدارة الفعَّالة للمعلّمين من أجل ضمان التعليم الجيد للاجئين وللمواطنين الأردنيين الضعفاء على حدٍّ سواء. يتم ذلك باستخدام نهجٍ تعاوني وباعتماد أساليبٍ مختلطة على مرحلتين، يتناول البحث أيضاً كيفية إدارة المعلّمين في السياسة والممارسة، مع التركيز على المدارس التي تلبي احتياجات اللاجئين السوريين خارج مخيمات اللجوء في الأردن. كذلك تحدد دراسة الحالة الفردية السياسات والممارسات الواعدة والثغرات القائمة في السياسات والممارسات سعياً للكشف عن المجالات المحتملة من أجل مواصلة تطوير وتنفيذ السياسات الرامية إلى دعم الإدارة الفعَّالة للمعلّمين في أوساط اللاجئين.